
تعد استقالة رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، خطوة هامة في مسار الأزمة العسكرية التي شهدتها إسرائيل خلال الحرب على غزة، حيث تمثل اعترافًا ضمنيًا بالفشل في تحقيق الأهداف العسكرية المعلنة. بعد سلسلة من الإخفاقات على جبهتي الدفاع والهجوم، التي أسفرت عن خسائر كبيرة على الأرض، كان القرار بمثابة نقطة تحول في مسار القيادة العسكرية الإسرائيلية.
في هذا الصدد يقول الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ العبري الحديث بجامعة الإسكندرية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، في تصريحات خاصة لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، إن استقالة رئيس الأركان الإسرائيلي جاءت كنتيجة مباشرة للإخفاقات العسكرية المتتالية في الحرب على غزة، حيث اعترف بنفسه بأن هذا الفشل سيطارده مدى الحياة. وأضاف: الحرب لم تحقق أهدافها المعلنة، مما يعكس فشلًا في الدفاع خلال هجوم السابع من أكتوبر 2023، بالإضافة إلى الفشل في تحقيق إنجازات هجومية رغم الجرائم المرتكبة ضد المدنيين.
يرى أحمد فؤاد أنور أنه على الرغم من التدخل الأمريكي المباشر لدعم إسرائيل، والذي شمل أنظمة دفاع جوي وطائرات بريطانية شاركت في القتال، إلا أن هذه المساندة لم تمنع وقوع الخسائر العسكرية الكبيرة. وأضاف: هذه الإخفاقات تؤكد تراجع القدرات العسكرية الإسرائيلية وسقوط أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”، خاصة في مواجهة فصيل محاصر داخل مساحة محدودة.
يرى خبير الشؤون الإسرائيلية أن استقالة رئيس الأركان تعكس تآكل قوة الردع الإسرائيلية التي لطالما اعتمدت عليها منذ تأسيس الدولة. وأوضح أن السياسات القائمة على التخويف والترحيل القسري للمدنيين لم تفلح في تحقيق الأهداف المنشودة، مما يثير تساؤلات حول قدرة إسرائيل على مواصلة استراتيجيتها الأمنية التقليدية.
تفتح الاستقالة الباب أمام تنافس محموم بين القيادات العسكرية لخلافته، حيث ستظهر ملفات تدين كل مرشح محتمل، سواء بالتقصير خلال حرب أكتوبر أو بتجاوزات سابقة.
هذه الصراعات الداخلية قد تؤدي إلى إضعاف المؤسسة العسكرية وزيادة الانقسامات داخلها.
الضغط المتزايد على نتنياهو وحكومتهيحاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التملص من تحمل المسؤولية وإلقاء اللوم على القيادة العسكرية، إلا أن الاستقالة تضعه تحت ضغط متزايد.ومن المتوقع أن يواجه تساؤلات حول قراراته واختياراته للقيادات العسكرية، ما قد يدفع الشارع الإسرائيلي للمطالبة بمحاسبته سياسيًا.
يعتقد دكتور أحمد فؤاد أنور أن نتنياهو يسعى إلى تحويل الأنظار عن هذه الأزمة من خلال تصعيد العمليات العسكرية في الضفة الغربية، سواء عبر المستوطنين أو القوات النظامية، في محاولة لصرف الانتباه عن الإخفاقات في غزة وتداعيات الاستقالة على حكومته. وبالتالي، فإن استقالة رئيس الأركان الإسرائيلي تكشف الفشل العسكري الكبير في حرب غزة، وتفتح الباب أمام صراعات داخلية في المؤسسة العسكرية، بينما تضع نتنياهو تحت ضغط متزايد من الرأي العام.